كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



أقول به.
فسألته أن يكتب عليه خطه أن ذلك مذهبه فكتب آخر تلك الأحرف.
فقلت لأبي عمرو الحيري:احتفظ أنت بهذا الخط حتى ينقطع الكلام ولا يتهم واحد منا بالزيادة فيه.
ثم تفرقنا فما كان بأسرع من أن قصده أبو فلان وفلان وقالا:
إن الأستاذ لم يتأمل ما كتب في ذلك الخط وقد غدروا بك وغيروا صورة الحال.
فقبل منهم فبعث إلى أبي عمرو الحيري لاسترجاع خطه منه فامتنع عليه أبو عمرو ولم يرده حتى مات ابن خزيمة وقد أوصيت أن يدفن معي فأحاجه بين يدي الله- تعالى- فيه وهو القرآن؛كلام الله- تعالى- وصفة من صفات ذاته ليس شيء من كلامه مخلوق ولا مفعول ولا محدث فمن زعم أن شيئا منه مخلوق أو محدث أو زعم أن الكلام من صفة الفعل فهو جهمي ضال مبتدع وأقول:لم يزل الله متكلما والكلام له صفة ذات ومن زعم أن الله لم يتكلم إلا مرة ولم يتكلم إلا ما تكلم به ثم انقضى كلامه كفر بالله وأنه ينزل تعالى إلى سماء الدنيا فيقول:(هل من داع فأجيبه) (1) .
فمن زعم أن علمه تنزل أوامره ضل ويكلم عباده بلا كيف(الرحمن على العرش استوى)[طه:5] لا كما قالت الجهمية (2):إنه على الملك احتوى ولا استولى.
وإن الله يخاطب عباده عودا وبدءا ويعيد عليهم قصصه وأمره ونهيه ومن زعم غير ذلك فهو ضال مبتدع.
وساق سائر الاعتقاد.
قلت:كان أبو بكر الصبغي هذا عالم وقته وكبير الشافعية
__________
(1) تقدم تخريج هذا الحديث في الصفحة 279 الحاشية رقم (3).
(2) هم أصحاب جهم بن صفوان تلميذ الجعد بن درهم الذي قتله خالد بن عبد الله القسري سنة 124 ه.
انظر عن هذه الفرقة ما كتبه الشهرستاني في " الملل والنحل " 1 / 88 86.